--------------------------------------------------------------------------------
قوة الاقناع ..كيف تكتسبها؟؟
قوة الإقناع كيف تكتسبها ؟
إذا شئت ان تقنع الاخرين بأرائك فأليك السر عبر هذه الوسائل الست :
انضممت يوما الى ناد لكرة المضرب اعتاد افراده ان يحققوا افضل انجازاتهم ليس على الملاعب فحسب بل في قاعات الاجتماع حيث كنا نتداول القوانين والموازنات ، وفي حمى الناقشات كان بعضنا يستعطف والبعض يثور ، كما كان بعضنا يلوذ بالسخرية والبعض الأخر يحتج بالمنطق ، وفي نهاية كل جولة كان زميلنا وهو محام مختص بالمفاوضات ينال مايرجوه . قوة الاقناع ..كيف تكتسبها؟؟
http://www.alhnuf.com/72185.html تجدر الاشارة الى ان زميلنا المحامي كان يحقق غايته بهدوء ومن غير اللجوء الى أي ضاهرة ، صحيح ان اراءه كانت منطقية لكنه لم يضمن لها القبول عبر المنطق ، والواقع ان قدرته على الاقناع جاءت من مهارته في الوصول للاخرين .
ان القدرة على كسب الاخرين امر مهم جدا ، وان نحن لجأنا الى اساليب ذوي الاقناع لاستطعنا شق حياتنا اليومية بمقدار اوفر من النجاح ، كأن نطلب علاوة على راتبنا او نسوي خلافا مع احد الجيران اونساعد اولادنا في اختيار الافضل ، الا ان المقنعين الكبار لم يستطيعوا حتى وقت قريب البوح لنا بسر نجاحهم ، لكن الباحثين استطاعوا بعد مئات الدراسات على هذا النطاق ان ينقلوا الينا بعض هذه الاسرار التي يمكن اكتسابها وتطبيقها بذكاء ، وفي مايأتي عرض لعدة طرائق تعيننا على ان نكون اكثر اقناعا في المواقف اليومية :
1-كن المضيف لا الضعيف :
لنقل انك مزمع على مقابلة جارك للكلام عن شجرته التي تسد حديقة منزلك الخلفية ، فهل تذهب اليه ام تدعوه الى منزلك ؟
العديد من الناس يكون اشد اقناعا في محيطه هو، لذلك يسعى دهاة المفاوضين الى عقد جلسات في مكاتبهم وليس في مكاتب الأطراف الآخرين، وفي اختبار اجري في احد الجامعات لمجموعة مكونه من ستين طالب لدراسة قابليتهم للسيطرة على الآخرين ، جعلوا المجموعة في اقسام من ثلاث اشخاص ، احدهم ضعيف التأثير والثاني متوسط والثالث قوي التأثير ، وطلبوا من كل قسم الاتفاق حول عشر نقاط من شأنها خفض موازنة الجامعة ، واجتمع نصف المشتركين في غرفة الاعضاء الاقوى تأثيرا ، فيما اجتمع النصف الأخر في غرفة الاعضاء الاضعف تأثيرا وجاءت النتيجة في مصلحة المضيفين بغض النظر عن قوة حجتهم .
هذا يعني اذا لم يستطع احدنا عقد اجتماع في داره او مكتبه فالافضل ان يقابل الأخر في مكان محايد اذا شاء ضمان التأثير عليه .
2-امنح نفسك خير مظهر :
اذا كنت تجمع تواقيع على عريضة فهل من الضروري ان ترتدي ثيابا انيقة ، ام هذا ثانوي لان الناس يهمهم ما تقول اكثر مما تلبس ؟
في البلدة الصغيرة التي كنت اعيش فيها اعتاد رسام ان يرتاد دار البلدية لابداء اراءه في مختلف المسائل المحلية ، وكان يدخل القاعة غير حليق الذقن وفي ثياب رثة تخللتها الالوان هنا وهناك ، معلنا ازدراءه للمواطنين المتأنقين ، وطالما قال ان الناس لو كانت لهم عقول راجحة لاكتشفوا قوة حجته بصرف النظر عما يلبس من ثياب ، الا ان الناس صموا اذانهم عنه سنة بعد سنة مما حداه على الضن انهم مغفلون .
نحن ننزع الى الضن اننا نتأثر بما يقوله الأخر اكثر من تأثرنا بمظهره غير ان التجارب تدحض هذا الاعتقاد ، ومن هذا القبيل اختبار اجراه عالم نفس على 80 متطوعا في احدى الجامعات فتبين ان الاكثر اناقه وجاذبيه بينهم هم الارشد قناعا .
3-تعاطف مع المستمع :
تصور انك تحاول بث الحماسة في مجموعة من الشباب في حملة نظافة محلية ، فما هي الطريقة لاثارة اهتمامهم ببرنامجك ؟
مرة انشأت وصديقي مسرحا صيفيا ، ودهشت للتجاوب الذي حصل عليه زميلي وهو مختص بالفيزياء النظرية من موظفي المسرح والممثلين والمسوؤلين في البلدة ، ومرة سمعت حديثه مع اثنين من العمال ، وقد تخلله الكثير من الثرثره ونافل الكلام .
وانتبهَ لاحقا بقولي :
يالك من انسان زائف! الاتدري انك ممثل وانك لاتنتمي الى طبقة العمال ؟
ونظر الي متعجبا وقال :
(هذا ليس زيفا يا صديقي ، بل هي المودة تجاه الاخرين ، ولقد شئت لهم اني لا اختلف عنهم ، وهذا عين مايحتاجون اليه لتبقى علاقتنا وطيدة ويكمل احدنا الأخر ).
وقد وجد الباحثون اننا في محاولة تعديل اذواق الاخرين ومواقفهم لابد لنا من التعاطف واياهم قبل طرح ارائنا عليهم ، وبعض التفسيرات من نزعه طبيعية لدى الناس الى تصديق ما يقوله واحد منهم .
ومما سجله احد الباحثين الذي يدبر مؤسسة خاصة تعني بتلقين العلائق ان اكثر البائعين نجاحا هم الذين يقلدون صوت الزبون وحركاته ووقفته وحالته النفسية ، وربما شهقوا وزفروا مثله من غير قصد ، وهذا من شأنه احداث الاثر الاكبر في الزبون.
4- اعكس تجارب المستمع :
اذا شئت زيارة الزوجين الذين انتقلا حديثا الى جيرتك بغية كسب دعمهما لاحد المشاريع المحلية ، فما افضل الطرق لاثارة اهتمامهما .
ان غير المتمرس يقفز توا الى موضوعه الرئيسي ، اما المتمرس فيحرص باديء الامر على اشاعة جو من الثقه بينه وبين الأخر ، فأذا عبر المستمع عن قلقه حيال امر ما ، اجابه كالاتي :
(اني افهم ما الذي يبعث لديك هذا القلق ، ولو كنت مكانك لراودني الشعور نفسه ) .
ان جوابا مثل هذا يكشف عن احترامنا لمشاعر الأخر ، ولابد من ان يخلق جوا من الثقة في ما بيننا كما ان صاحب الاقناع يتفهم اعتراضات المستمع على ارائه بدل ان يدحضها ، ويجدر به ان يعيد صياغة هذه الاعتراضات بوضوح واظهار حسناتها قبل الانتقال الى الدفاع عن ارائه وهو اظهار تفوقها .
ويروى عن وكيل شركة تأمين انه اقر رأي زبون يقول ان التأمين على الحياة ليس استثمارا حكيما بقوله :
(الحق معك ياصديقي انه استثمار لايمت بأي صلة الى الحكمة ) ومضى يقول ان للتأمين على الحياة اهداف غير الاستثمار ، فهو يحمي المرء في وجه الكوارث والاحداث المحتمله والممكنة ) والواقع ان دراسات عدة اجريت حول هذا الجانب من عملية الاقناع وبينت ان الاصغاء الحسن الى رأي المستمع يجب ان يتم قبل عرض ارائنا عليه .
5-لتكن حجتك قوية :
تخيل انك عضو في مجلس امناء احدى المدارس وانك ذاهب الى اجتماع بقصد معارضة رفع الموازنة فأن الحجج هي التي تعينك اكثر من سواها على كسب الموقف ؟
لا شك في ان موقفك يعزز طرح المعلومات الاكيدة اكثر مما تعززه الاراء الشخصية ولكن لاتنسى وانت تفعل هذا ان اولئك الذين لم يتخذوا موقفا بعد يتساوى لديهم مصدر المعلومات بالمعلومات نفسها ، فأذا دعمت معلومات بمصادر قوية كانت ادعى الى القبول ، ولكن لاتكثر من تسمية الخبراء والاحصائيات اذ ان اكثر الاستشهادات شأنها اثارة اشمئزاز المستمع.
6-الجأ الى القصص والأمثلة :
اذا كنت تحاول بيع سيارتك شخصا لا تعرفه فماذا تقول له حول استهلاكها للوقود ؟
اتعطيه الارقام المتبعة احصائيا ام تلجأ الى خبرتك الخاصة ، أي الى ما استهلكته السيارة في رحلة نهاية الاسبوع الاخيرة ؟ قوة الاقناع ..كيف تكتسبها؟؟ ان اللجوء الى الخبرة الشخصية من شأنه احداث اثر اقوى لدى المستمع ، ومن هذا القبيل ان طبيبي نصحني مرة بأخذ عقار معين معالجة علة بسيطة وحين سألته هل لذلك الدواء اثار سلبية حدثني قليلا عن تركيب الدواء ثم اضاف انه هو نفسه يأخذه ، وكان ذلك كافيا لاقناعي .
وهكذا يتبين ان قوة الاقناع بعدما كانت تبدو وقفا على اقلية موهوبة ظهرت اليوم على حقيقتها ، وهي انها فن يمكن اكتسابه ، ومن شاء برهانا على منقول فليجرب الطرائق الست التي ذكرناها
منقوووول للامانة