السنابسة (الطائية في صدر الإسلام
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه ومعنى قوله منسأة في الأثر يعني زيادة في العمر .
سنن الترمذي ج4/ص351
----------------------
المستدرك على الصحيحين ج1/ص165
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو بكرة بكار بن قتيبة بن بكار القاضي بمصر ثنا أبو داود الطيالسي ثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال كنت عند بن عباس فأتاه رجل فمت إليه برحم بعيدة فقال بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فإنه لا قرب لرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة ولا بعد لها إذا وصلت وإن كانت بعيدة هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه أحد منهما وإسحاق بن سعيد هو بن عمرو بن سعيد بن العاص قد احتج البخاري بأكثر رواياته عن أبيه ولهذا الحديث شاهد مخرج مثله في الشواهد
------------------
المستدرك على الصحيحين ج4/ص178
السنابسة :
هم بطن من بطون قبيلة طيئ العربية المشهورة ، وهم من أكرم العرب وأكثرهم شأنا وقوة ، اشتهر منهم العديد والعديد من القادة والشعراء والفقهاء والأمراء منهم :
حاتم الطائي : - 46 ق. هـ / ? - 605 م. شاعر جاهلي، فارس جواد يضرب المثل بجوده. كان من أهل نجد، وزار الشام فتزوج من ماوية بنت حجر الغسانية، ومات في عوارض (جبل في بلاد طيء) من قبيلة طيئ يعتبر أشهر العرب بالكرم والشهامة ويعد مضرب المثل في الجود والكرم. سكن وقومه في بلاد الجبلين (أجا وسلمي ) التي تسمى الآن منطقة حائل وتقع شمال السعودية . توجد بقايا أطلال قصره وقبره وموقدته الشهيرة في بلدة توارن في حائل ، له ديوان واحد في الشعر ويكنى حاتم أبا سفانة وأبا عدي وقد أدركت سفانة وعدي الإسلام فأسلما. وامه عتبة بنت عفيف بن عمرو بن أخزم. وكانت ذا يسار وسخاء، حجر عليها أخوتها ومنعوها مالها خوفا من التبذير. نشأ ابنها حاتم على غرارها بالجود والكرم.
كان حاتم من شعراء العرب وكان جواد يشبه شعره جوده ويصدق قوله فعله وكان حيثما نزل عرف منزله مظفر وإذا قاتل غلب وإذا غنم أنهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقداح فاز وإذا سابق سبق وإذا أسر أطلق وكان يقسم بالله أن لايقتل واحد أمه وفى الشهر الأصم (رجب) وكانت مضر تعظمه في الجاهلية ينحر في كل يوم عشرا من الأبل فأطعم الناس واجتمعوا اليه.
ومن المواقف لحاتم الطائي اسره لدى بكر، أن قالت له امرأة من عنزة بن ربيعه : قم افصد لنا هذه الناقة ! فقام حاتم ونحر الناقة بدلاً من فصدها، فذهلت المرأة واسمها عالية العنزيه التي تزوجها فيما بعد وانجبت له شبيب على حد ذكر ابن الاثير.. فقال حاتم الابيات التالية بعد نحره للناقة :
إنّ ابن أسماء لكم ضامن.. حتّى يؤدّي آنسٌ ناويـه لا أفصد الناقة في أنفها.. لكنّني أوجرهـا العاليـه.. إنّي عن الفصد لفي مفخر.. يكره منّي المفصد الآليه
أقترن الكرم والجود والسخاء بحاتم الطائى، ونرى ذلك عند نقاشه مع والده عندما قدم لضيوفه كل الأبل التي كان يرعاها وهو يجهل هويتهم وعندما تعرفهم كانوا شعراء ثلاثة عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي حازم ، والنابغة الذبياني وكانت وجهتهم النعمان فسألوه القرى فنحر لهم ثلاثه من الأبل فقال عبيد :أنما أردنا بالقرى اللبن وكانت تكفينا بكره إذ كنت لابد متكلفا لنا شيئا.
فقال حاتم: قد عرفت ولكنى رأيت وجوها مختلفة وألوانا متفرقة فطننت أن البلدان غير واحدة فأردت أن يذكر كل واحد منكم مارأى إذا أتى قومه فقالوا فيه أشعارا امتدحوه بها وذكروا فضله فقال حاتم: أردت أن أحسن اليكم فصار لكم الفضل علي وأنا أعاهد أن أضرب عراقيب ابلى عن أخرها أوتقوموا اليها فتقسموها ففعلو فأصاب الرجل تسعه وثلاثون ومضوا إلى النعمان. وان أبا حاتم سمع بما فعل فأتاه فقال له اين الأبل ؟ فقال حاتم :يا أبت طوقتك بها طوق الحمامة مجد الدهر وكرما لا يزال الرجل يحمل بيت شعر اثنى به علينا عوضا من ابلك
فلما سمع أبوه ذلك قال: أبابلى فعلت دلك؟
قال: نعم
قال: والله لا أساكنك ابدا فخرج أبوه بأهله وترك حاتما ومعه جاريته وفرسه وفلوها.
فقال حاتم في ذلك:
انى لعف الفقر مشترك الغنى
وتارك شكل لا يوافقه شكلى
وشكلى شكل لا يقوم لمثله
من الناس الا كل ذى نيقه مثلى
وأجعل مالى دون عرضى جنة
لنفسى وأستغنى بما كان من فضل
وماضرنى أن سار سعد بأهله
وأفردنى في الدار ليس معى أهلى
سيكفى ابتنائى المجد سعد بن حشرج
وأحمل عنكم كل ماضاع من نفل
ولى مع بذل المال في المجد صولة
اذا الحرب أبتدت من نواجذها العصل
حاتم وقيصر الروم
حادثة مشهورة قيل ان أحد قياصرة الروم بلغته أخبار جود حاتم فأستغربها فبلغه أن لحاتم فرسا من كرام الخيل عزيزة عنده فأرسل اليه بعض حجابه يطلبون الفرس فلما دخل الحاجب دار حاتم أستقبله أحسن أستقبال ورحب به وهو لايعلم أنه حاجب القيصر وكانت المواشى في المرعى فلم يجد اليها سبيلا لقرى ضيفه فنحر الفرس وأضرم النار ثم دخل إلى ضيفه يحادثه فأعلمه أنه رسول القيصر قد حضر يستميحه الفرس فساء ذلك حاتم وقال :هل أعلمتني قبل الآن فأنى فد نحرتها لك إذا لم أجد جزورا غيرها فعجب الرسول من سخائه وقال: والله لقد رأينا منك أكثر مما سمعنا
عدي بن حاتم : وهو ابن حاتم الطائي أكرم العرب والذي ضرب به المثل في الكرم حين قالت العرب لمن اشتهر بالمكرم ( أكرم من حاتم ) فهو ابن أجود وأكرم العرب قاطبة، تولى رئاسة قومه قبيلة طيئ بعد وفاة أبيه. وكانت القبيلة قد هاجرت مع القبائل العربية بعد انهيار سد مارب نحو أرض الجبلين أجا وسلمى وهي منطقة حائل حالياً.
كان عدي بن حاتم وقبيلته يدينون بالمسيحية وقت ظهور الإسلام فأرسل لهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب لغزوهم ولما سمع عدي ان علي قائدهم فر نحو بلاد الشام، فتم الغزو وأخذوا أسرى، وكان من بين الأسيرات سفانة بنت حاتم الطائي أخت عدي، فدار بينها وبين الرسول صلى الله عليه وسلم حواراً أوضحت فيه أنها سيدة في قومها وأنها ابنة حاتم الطائي ففك اسرها.
كان عدي بن حاتم من ألدّ أعداء الإسلام، لأنه هدد زعامته لقبيلته طيء، إلا أنه وبعد إسلام أخته سفانة، وبعدما وصله أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتمنى إسلامه ليتعاون معه، وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم في سنة 7 هـ -628 م ، وكانت وفادته لاستكشاف أمر هذا الرسول الجديد ولم يكن في نيته أن يسلم، ولما وصل المدينة قابل محمد في مسجده ولاحظ أنه لا يدعى بالملك أو الزعيم، فعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسعى للملك أو الزعامة. فأخذه صلى الله عليه وسلم إلى بيته وهناك حادثه في أمر الإسلام وكان مما قال له:
" لعلك يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجة المسلمين وفقرهم، فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم، حتى لا يوجد من يأخذه، ولعله يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من قلة المسلمين وكثرة عدوهم، فوالله لتوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف إلا الله، ولعله يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم، فهم ضعاف، وايم الله لتوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم، وإن كنوز كسرى قد صارت إليهم".
وأسلم عدي بعدها، وعاش حتى سنة 68 هـ - 688 م ، وشارك في حرب الصحابة، بعد مقتل عثمان بن عفان ، وكان إلى جانب علي بن أبي طالب . وسلالته هم ابناء الأسود بن طريف بن عدي بن حاتم الطائي ( الغرير )وتسلسل من الأسود المقبل والهذال والجراح وشيخهم ابن روسان القدهي الغريري
سفانة بنت حاتم : ابنة مضرب المثل العربي في الكرم حاتم الطائي ، أسرها المسلمون بعد غزوهم لبلاد طيء، في أجا وسلمى ، وهما جبلان بمدينة حائل ( التي أعمل بها حالياً ). ولما قدمت مع الأسرى إلى الرسول محمد قالت له:
"يا محمد ! إن رأيت أن تخلّي عنّي فلا تشمت بي أحياء العرب ؟! فإني ابنة سيّد قومي، وإن أبي كان يفكّ العاني، ويحمي الذمار، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرّج عن المكروب، ويفشي السلام ويُطعم الطعام، ولم يردّ طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي "
فقال لها النبي محمد صلى الله عليه وسلم: " يا جارية، هذه صفة المؤمن حقاً، لو كان أبوك مسلماً لترحّمنا عليه خلّوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق ".
وكانت سفانة سبباً في إسلام أخيها عدي بن حاتم ، وكان مسيحيا ، وهو رئيس قومه وعقيدهم بعد وفاة ابيه حاتم، وحينما تم غزو قومه كان هو مسافراً لبلاد الشام، فلما علم بالغزو عاد إلى قومه وهناك عادت إليه سفانة وروت له ما حدث مع الرسول، فذهب إليه وأسلم
وللحديث بقية عن أعلام السنابسة في العصور اللاحقة
لمزيد من الموضوعات
http://roppama.blogspot.com/2010/05/blog-post_21.html